وكان أسخى الناس لم يجتمع عنده مال يزكى عليه وكان مبايناً لبني عبيد. قال القابسي: كانت حلقته في الجامع تدور على سبعة عشر عموداً لكثرة من يحضرها. وتوفي في الثمانين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
ومن أهل إفريقية:
[محمد بن حارث بن أسد الخشني أبو عبد الله]
تفقه بالقيروان على أحمد بن نصر وأحمد بن زياد وأحمد بن يوسف وابن اللباد والممسي وسمع من غير واحد من شيوخ إفريقية وقدم الأندلس حدثاً سنة ثنتي عشرة فسمع من بن أيمن وقاسم بن أصبغ وأحمد بن عبادة ومحمد بن يحيى بن لبابة وأحمد بن زياد والحسن بن سعد وغيرهم من القرطبيين.
واستوطن بعد هذا قرطبة وقد دخل سبتة قبل العشرين وثلاثمائة فحبسه أهلها عندهم وتفقه عليه قوم منهم وقيل إنه حقق قبلة جامعهم إذ ذاك فوجد فيها تغريباً فامتثلوا رأيه وشرقوها ثم دخل الأندلس وتردد في كور الثغور واستقر آخراً بقرطبة.
كان حافظاً للفقه متقدماً فيه نبيهاً ذكياً فقيهاً فطناً متفنناً عالماً