يكنى أبا سعيد روى عن يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان وابن حبيب ورحل فسمع من سحنون ونظراء من ذكرنا كثيراً.
كان بصيراً بالفقه والنحو واللغة والشعر بصيراً بالوثائق وكان مشاوراً في الأحكام ذا زهد وورع وفضل وانقباض عن السلطان. توفي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
[من اسمه مكي]
من الطبقة الثامنة ممن لم ير مالكاً من أهل الأندلس:
[مكي أبو محمد بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسي]
كان فقيهاً مقرئاً أدبياً وله رواية وغلب عليه علم القرآن وكان من الراسخين فيه أخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد وأبي الحسن القابسي وحج ولقي بالمشرق جلة من الشيوخ وأخذ عنهم منهم: أبو القاسم المالكي وابن فارس وإبراهيم المروزي وأبو العباس وجماعة.
ودخل قرطبة أيام المظفر بن أبي عامر - سنة ثلاث وتسعين - ولا يؤبه بمكانه إلى أن نوه بمكانه بن ذكوان القاضي وأجلسه في الجامع فنشر علمه وعلا ذكره ورحل الناس إليه من كل قطر وولي الشورى والخطبة والصلاة إلى أن قعد عنها زمن الفتنة وصنف تصانيف كثيرة في علوم