محمد بن عبد الرحيم الأنصاري الخزرجي من ولد سعد بن عبادة. كنيته أبو عبد الله يعرف بابن الفرس
من أهل غرناطة سمع أباه أبا القاسم وأخذ عنه القراءات ودرس عليه الفقه وسمع أبا بكر بن عطية وأبا محمد بن عتاب وابن رشد وأبا بحر الأسدي وأبا القاسم بن بقي وابن مغيث وأبا عبد الله المازري وأبا علي الصدفي وغيرهم من الشيوخ المتقدمين: خلقاً كثيراً.
وكان عالماً حافظاً رواية مكثراً عالماً بالقرآن والفقه مشاركاً في الحديث والأصول مع البصر في الفتوى ووجوهها والضبط للروايات وتحصيلها والتنبيه على مواضع الخلاف وحفظها والاعتناء بجمع الأقاويل وإحصائها.
ولي خطة الشورى بمرسية ثم قدم إلى قضاء بلنسية فلم تطل مدة ولايته وخرج مستعفياً عنها وكان ذا حظ من الإنقباض وعدم التلبس بالدنيا ملازماً للإقراء والتدريس والإسماع. وكان في وقته أحد حفاظ الأندلس في المسائل مع المعرفة بالآداب. قال التجيبي: ذكر لي من عمله وفضله ما أزعجني إليه - يعني لمرسية فلقيت عالماً كبيراً وأطال الثناء عليه وأطنب وكان أهلاً لذلك.