وحدث وسمع منه أبو بكر بن جهور وأبو محمد بن حوط الله وأبو الحسن: سهل بن مالك وغيرهم. وتوفي سنة خمسة وتسعين وخمسمائة ومولده سنة عشرين وخمسمائة قبل وفاة القاضي جده أبي الوليد بن رشد بشهر.
[محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد يعرف بابن زرقون]
الأنصاري من أهل إشبيلية وأصله من بطليوس. كنيته أبو عبد الله وزرقون لقب عن جد أبيه سعيد المذكور لقب بذلك لحمرة وجهه. سمع أباه وأبا عمران بن أبي تليد وأبا القاسم بن الأبرش وأبا الفضل: عياض واختص به ولازمه كثيراً وأجاز له أبو عبد الله الخولاني وأبو محمد بن عتاب وأبو مروان الباجي وغيرهم كثيراً.
وولي قضاء شلب وقضاء سبتة فحمدت سيرته ونزاهته وكان أحد سروات الرجال حافظاً للفقه مبرزاً فيه يعترف له أبو بكر بن الجد بذلك مع البراعة في الأدب والمشاركة في قرض الشعر صبوراً على الجلوس للاسماع مع الكبرة يتكلف ذلك وإن شق عليه.
سمعت أبا الربيع بن سالم يقول: رام يوماً أن ينهض من مجلسه فلم يستطع من الكبر حتى اعتمد على من أعانه فلما استوى قائماً أنشد متمثلاً: