ومكرماً لهم ومعتنياً بهم ليحبب إليهم العلم والتمسك به ما رأينا بعده في هذا مثله.
قرأ بسبتة وأسند بها فأخذ بها عن أبي الصبر أيوب بن عبد الله الفهري وغيره ورحل إلى الجزيرة الخضراء فأخذ بها كتاب سيبويه وغير ذلك تفقهاً على النحوي الجليل أبي القاسم عبد الرحمن بن القاسم وأخذ بها أيضاً إيضاح الفارسي على الأستاذ أبي الحجاج بن معزوز وقرأ على القاضي أبي القاسم بن بقي برنامجه وأجاز له وكتب له من أهل المشرق علم كثير منهم: الشيخ المحدث أبو العباس العزفي وغيره من المشايخ الجلة. ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة وتوفي بغرناطة يوم الخميس الثامن والعشرين لجمادى الأخيرة سنة خمس وخمسين وستمائة.
[محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني]
من أهل سبتة هذا الرجل كان فاضلاً جملة من جمل الكمال عرف بالوقار والحصافة ونزع غرباً في قوس السيادة وبلغ المدى متوقد الذهن أصيل الإدراك حاملاً لراية البلاغة رحلة الوقت في التبريز معلوم اللسان عربية مستبحرة لحفظ أصيلة التوجيه مرهفة باللغة والغريب والتاريخ والخبر والبيان