وكان خفيف العارضين يخضب. قال الربيع: كنا جلوساً - في موضع - في حلقة الشافعي بعد موته بيسير - فوقف علينا أعرابي فسلم ثم قال: أين قمر هذه الحلقة وشمسها؟ فقلنا: توفي رحمه الله فبكى بكاء شديداً وقال: رحمه الله وغفر له كان يفتح ببيانه منغلق الحجة ويسد في خصمه واضح المحجة ويغسل من العار وجوهاً مسودة ويوسع بالرأي أبواباً منسدة ثم انصرف.
ومن أهل البصرة والعراق وما وراءهما من بلاد المشرق:
[محمد بن عمر بن واقد الواقدي]
مولى بني سهم من أسلم أبو عبد الله مدني عداده في البغداديين سكن بغداد وولي القضاء بها للمأمون وولي القضاء قبل الرشيد. روى عن مالك حديثاً وفقهاً ومسائل وفي حديثه عنه منقطع كثيراً وغرائب وكذلك في مسائله عنه منكرات على مذهبه لا توجد عند غيره تكلم فيها الناس وطرحه أحمد ويحيى وابن نمير والنسائي وغيرهم.
وكان واسع العلم كثير المعرفة أديباً نبيلاً عالماً بالحديث والسير والمغازي والأخبار. قال أحمد بن عبد الله بن صالح: ما رأيت أحداً أحفظ للحديث منه