يكنى أبا محمد وأبوه يحيى يكنى بأبي عيسى وهو من مصمودة طنجة ويتولى بني ليث وأسلم وسلاس جدهم على يد يزيد بن أبي عامر الليثي ليث كنانة فهذا - والله أعلم - سبب انتمائهم إلى ليث وكانوا يعرفون ببني أبي عيسى.
سمع يحيى مالكاً والليث وحج وكان لقاؤه لمالك سنة تسع وسبعين السنة التي مات فيها مالك ثم عاد فحج ولقي جلة أصحاب مالك.
وكانت له رحلتان من الأندلس سمع في الأولى من مالك والليث وابن وهب واقتصر في الأخرى على بن القاسم وبه تفقه.
سمع يحيى لأول نشأته من زياد موطأ مالك وسمع من يحيى بن مضر ثم رحل وهو بن ثمان وعشرين سنة فسمع من مالك الموطأ غير أبواب في كتاب الاعتكاف شك فيها فحدث بها عن زياد وسمع من نافع بن أبي نعيم القارئ ومن بن عيينة وسمع من بن وهب موطأه وجامعه ومن بن القاسم مسائل وحمل عنه عشرة كتب وكتب سماعه وحضر جنازة مالك وقدم الأندلس بعلم كثير فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار إلى رأيه.