وقال يحيى: هو ثقة وكان مدار الفتوى في زمان مالك على المغيرة ومحمد بن دينار وكان بن أبي حازم ثالثهم وعثمان بن كنانة وكان بين مالك وبينه أول مرة معارضة ثم زالت وجالسه. وكان لمالك مجلس يقعد فيه وإلى جانبه المغيرة لا يجلس فيه سواه وإن غاب المغيرة.
وعرض عليه الرشيد القضاء بالمدينة وجائزته أربعة آلاف دينار فأبى أن لا يلزمه ذلك وقال: والله يا أمير المؤمنين لأن يختنقني الشيطان أحب إلي من القضاء فقال الرشيد: ما بعد هذا شيء وأعفاه وأجازه بألفي دينار.
كان فقيه المدينة بعد مالك وله كتب فقه قليلة في أيدي الناس. مولده سنة أربع وعشرين ومائة وتوفي سنة ثمان وثمانين وقيل في صفر يوم الأربعاء لسبع خلون منه سنة ست وثمانين ومائة.
ومن الوسطى من أهل المدينة:
[معن بن عيسى القزاز]
كان يبيع القز مولى أشجع أبو يحيى. روى عن مالك وجماعة وروى عنه بن المديني وابن معين والحميدي وسحنون.
وكان ربيب مالك وهو الذي قرأ عليه الموطأ للرشيد وابنيه الأمين