واسم هذا: سليمان وفطيس: لقب له يكنى أبا المطرف قاضي الجماعة بقرطبة روى عن أبي الحسن الأنطاكي المقري وأبي محمد القلعي وأبي محمد الباجي وأبي محمد الأصيلي وخلق يكثر إيرادهم من أهل المشرق والعراق.
وكان - رحمه الله - من كبار المحدثين وصدور العلماء المسندين حافظاً للحديث متقناً لعلومه وله مشاركة في سائر العلوم وجمع من الكتب في أنواع العلم ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس وكان له ستة وراقين ينسخون له دائماً وكان وقد رتب لهم على ذلك راتباً معلوماً وكان لا يسمع بكتاب حسن إلا اشتراه أو استنسخه ولما توفي اجتمع أهل قرطبة لبيع كتبه فأقاموا في بيعها مدة عام كامل في المسجد وكان ذلك في وقت الغلاء والفتنة فاجتمع فيها من الثمن أربعون ألف دينار قاسمية يبلغ صرفها ثمانمائة ألف درهم وتقلد رحمه الله تعالى قضاء قرطبة مقروناً بولاية صلاة الجمعة والخطبة مضافاً إلى ذلك الخطة العليا من الوزارة وكان ذا صلابة في الحق ونصرة للمظلوم وقمع للظالم. حدث عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره من الكبار كأبي عمر الطلمنكي وابن الحذاء والخولاني وغيرهم.