وكانت له همة يتيه بها على الخلفاء. وقال موسى القطان: لو فاخرنا بنو إسرائيل بعبادهم وزهادهم لفاخرناهم بجبلة. وقال بعضهم: اشتهيت تيناً أخضر وليس بزمانه فذكرت ذلك له فمد يده في قلة فأخرج لي خمس تينات خضراً. وكان يأتيه الخضر وكان مجاب الدعوة ولم يكن بصيراً بأمر دنياه ولا مشتغلاً بشيء من أخبارها من البله عن ذلك. إنما شغله العبادة والخير. توفي في صفر سنة تسع وتسعين ومائتين وصلى عليه محمد بن محمد بن سحنون في مصلى العيد لكثرة من اجتمع من الناس. ومولده سنة عشر ومائتين رحمه الله تعالى.
ومن الطبقة الخامسة من أهل الأندلس:
[جحاف بن يمن]
كبير بلنسية ذو البيت النبيه فيه من العلم والجلالة إلى وقتنا هذا يكنى أبا جعفر مذكور بالفقه موصوف بالعلم ولي قضاء بلده وعليه كان مدار فتواه أثنى عليه أبو حارث