في طبقات الشعراء وله الشأو البعيد في الخطابة وولي قضاء الجماعة بقرطبة وكان صارماً في قضائه منفذاً للحقوق مقيماً للحدود كاشفاً عن أحوال الشهود صادعاً بالحق في السر والجهر لم يداهن ذا قدرة ولا أغضى لأحد من أصحاب السلطان لم يطمع شريف في حيفه ولا ييأس وضيع من عدله. ولم يكن الضعفاء قط أقوى قلوباً ولا ألسنة منهم في أيامه مع لطافة بره وكثرة بشره لم تغيره خطته عن حاله في إنصافه لإخوانه. ومعارفه. وله في شاهد أراد أن يشهد عنده بشهادة مدخولة فتناول القاضي ورقة وكتب فيها وألقاها في حجره فلما تصفحها فرق منه ورجع وكان فيها:
أتتني عنك أخبار ... لها في القلب آثار
فدع ما قد أتيت له ... ففيه العار والنار
وتوفي - رحمه الله - في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
[محمد بن عبيد الله بن الوليد بن محمد القرشي المعيطي أبو بكر]
سمع من وهب وابن الأحمر وابن الخراز القروي وغيرهم.
كان حافظاً للفقه عالماً بمذهب مالك وأصحابه. ولي الشورى بن ثلاثين سنة وكان ورعاً زاهداً متبتلاً معتزلاً عن جميع الناس يصوم النهار ويقوم الليل إلى أن مات.