كان علامة زمانه وجمع إلى العلم: الزهد في الدنيا وعمر حتى جاوز التسعين. توفي سنة خمس وثمانين وسبعمائة.
[محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد المعافري القرطبي يكنى أبا عبد الله]
سمع بمصر من أبي بكر المهندس وأبي بكر: أحمد بن الحسين البصري وروى عن أبي عبد الله بن مفرج وأبي محمد الأصيلي وأبي سليمان: أيوب بن حسين وعباس بن أصبغ وزكرياء بن الأشج وأبي القاسم الوهراني وغيرهم جمعاً كثيراً.
ورحل إلى المشرق سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ولقي في طريقه أبا محمد بن أبي زيد فسمع منه بعض تآليفه وحج ثم رجع إلى أبي محمد بن أبي زيد فسمع منه أيضاً. وكان معتنياً بالإجازة والآثار ثقة فيما رواه وعنى به.
وكان خيراً فاضلاً ديناً متواضعاً متصاوناً مقبلاً على ما يعنيه وله حظ من الفقه والبصر بالمسائل ودعي إلى الشورى بقرطبة فأبى من ذلك وحدث عنه جماعة من العلماء منهم أبو عبد الله بن عتاب ونظراؤه. مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. توفي في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وعابد بالباء الموحدة.