التعليم والصبر على التسميع والملازمة للتدريس كثير الخشوع والخشية مسترسل العبرة صليباً في الحق شديداً على أهل البدع ملازماً للسنة مهيباً جزلاً معظماً عند الخاصة والعامة انتهت إليه الرياسة بالأندلس في صناعة العربية وتجويد القرآن ورواية الحديث إلى المشاركة في الفقه والقيام على التفسير والخوض في الأصلين.
أخذ عن الجلة منهم: أبو جعفر أحمد بن محمد بن خديجة والراوية أبو الحسن الحفار والخطيب أبو المجد أحمد بن الحسين الحضرمي والقاضي أبو الخطاب بن خليل وأبو الحسين بن السراج وأبو عمر بن حوط الله وأبو العباس بن فرنون السلمي والإمام أبو بكر: محمد بن أحمد بن سيد الناس اليعمري وشيوخه نحو الأربعمائة.
وتآليفه حسنة: منها: صلة الصلة البشكوالية وملاك التأويل في المتشابه اللفظ من التنزيل غريب في معناه. والبرهان في ترتيب سور القرآن وشرح الإشارة للباجي في الأصول وسبيل الرشاد في فضل الجهاد وردع الجاهل عن اعتساف المجاهل في الرد على الشودية وهو كتاب جليل القدر ينبئ عن تفنن وإطلاع وغير ذلك. ولد بجيان عام سبع وعشرين وستمائة وتوفي عام ثمانية وسبعمائة.