تلا بالسبع على بن أبي عبد الله بن جعفر بن حميد. وروى عن أبي جعفر بن مضاء وأبي القاسم بن حبيش وأجاز له أبو الطاهر بن عوف.
وكان أعلم أهل زمانه بالعلوم القديمة ماهراً في العربية وافر الحظ من الأدب متحققاً بأصول الفقه ثاقب الذهن متوقد الخاطر غواصاً على دقائق المعاني بارع الاستنباط. وقدمه المنصور للشورى والفتوى في القضايا الشرعية.
وكانت الفتاوى في نوازل الأحكام تصدر عنه فتبلغ القاضي الحافظ أبا العباس بن جوهر الحصار فينسب كل فتوى إلى قائلها من أهل المذهب وكثر ذلك منهما فأنهى ذلك إلى أبي جعفر فقال: ما أعلم من قال بتلك الأقوال التي أفتى بها ولكني أراعي أصول المذهب فأفتي بما تقتضيه وتدل عليه.
وكان يقضى العجب من حذق أبي جعفر وإداركه وجودة استنباطه ومن حفظ أبي العباس وإشرافه على أقوال الفقهاء وحضور ذكره إياها وكان العجب من أبي جعفر أكثر وقد قيد عنه من أجوبته على المسائل الفقهية وغيرها الكثير الحسن البديع. وتوفي بتلمسان سنة إحدى وستمائة.