والقابسي وغيرهم فإذا تنازعوا فصل ما بينهم فيرجعون إليه ويستشيرونه في جميع أمورهم.
وكان أهل العلم في القيروان إذا نزلت الحوادث والمعضلات يقتدون به فإن أغلق بابه فعلوا مثله وإن فتحوا بابه فعلوا مثله وإن تكلم تكلموا لتقدمه عنهم ومكانته من العلم والعقل والمعرفة وكان أبو جعفر بن نصر الفقيه يقول: لو وزن إيمان أبي إسحاق بإيمان أهل المغرب لرجحهم. كان مشهوراً بالعلم والصلاح والعبادة والاجتهاد كثير الورع وقافاً عن الشبات رقيق القلب غزير الدمعة مجاب الدعوة متواضعاً حسن الأخلاق حميد الأدب طلق الوجه مبايناً لأهل البدع شديد الغلظة عليهم.
وكان خبزه السميد فقيل له في ذلك؟ فقال: لو علمت أن الجوهر يزيد في عقلي وقدرت عليه لسحقته وأكلته فإني لا أجد نفسي تصلح إلا إذا أكلت طيباً وكان يقول: اتجر بالعلم وكل والبس الورع وقال بعضهم: كنا إذا دخلنا عليه عقدنا التوبة مخافة أن ينطقه الله فينا بشيء.