ورواية واسعة ثم رحل ثانية سنة ست وخمسين فأقام بالقاهرة بالمدرسة الفاضلية وبمدرسة الصاحب بن شكر ثم حج ورجع إلى تونس فولي بها قضاء القضاة وعظم محله ونبل قدره وانتفع الناس به كان إماماً عالماً ذا فضل ودين حسن الخلق والخلق.
قال أبو عبد الله بن رشيد: كان أبو القاسم ممن أعز العلم وصان نفسه عن الضعة والابتذال وأعانه على ذلك الجدة والمال وسعة الحال. وكان المفزع إليه في الفتيا بتونس وهو أول من أظهر تآليف فخر الدين بن الخطيب الأصولية بإقرائه إياها بمدينة تونس: قاله الشيخ عفيف الدين عن الشيخ أبي الطيب النفزاوي وكان مجلسه يغص بصدور طلاب العلم وكان مهيباً وقوراً مولده في سنة إحدى وعشرين وستمائة وتوفي بتونس سنة إحدى وتسعين وستمائة.