وقال القابسي: ما رأيت أخير من أبي الحسين وكان إذا أعجبه شيء من صاحبه قال: والله لأسرنك في نفسك فيقال له: بماذا؟ فيقول: بحسن الثناء عليك فقيل له فأين الحديث في ذلك احثوا التراب في وجوه المداحين؟ فيقول: قد قال بن عباس رضي الله عنهما: إنما ذلك إذا مدح الرجل في وجهه بما ليس فيه وإلا فواجب مدح الرجل في وجهه بما يجري من حسن أفعاله. وكان يقول: أبت الحكمة أن تنطق على لسان من يأكل حتى يشبع ومن يحب الدارهم وكان مجاب الدعوة وكان يقول: أرني من قصده فخيبه؟ أرني من توكل عليه فأضاعه؟ أرني من أطاعه فأضاعه؟ إذن لا تراه أبداً. وكان رحمه الله ينشد:
يا رب كن لي وليا ... بالصنع حتى أطيعك
لئن ذممت صنيعي ... لقد حمدت صنيعك
إن كنت أعصيك إني ... أحب فيك مطعيك
توفي رحمه الله سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وهو بن مائة وثمان سنين بالمنستير.