بنازل الأحكام حافظاً بارعاً فراجاً للكرب مع تواضع ورقة قلب وسرعة دمعة وخالص نية.
وسئل أبو محمد بن أبي زيد: من أحفظ أصحابكم؟ فقال: أبو سعيد أحفظهم بخلاف الناس وقال بن شبلون: ما أخذ على أبي سعيد مسألة خطأ قط وقال بن أبي زيد: إن أبا سعيد ليس يلقى الله بمثل ذرة من رياء وكان أبو سعيد يقول: من دارى الناس مات شهيداً وسئل عن الكرامات فقال: ما ينكرها إلا صاحب بدعة وصحح انقلاب الأعيان فيها.
وتوفي ليلة الجمعة لسبع خلون من صفر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وقيل سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه القاضي بن الكوفي وأمير إفريقية المعروف ببلقيس وجميع عسكره وأهل القيروان كافة مولده سنة تسع وتسعين ومائتين ورثى بمراث منها: قول بن مازن يرثيه - من قصيدته:
لقد فجع الورى شرقاً وغرباً ... ببحر من بحور العلم طامي
بمن قد كان بعلم ودين ... عن الإسلام في الدنيا يحامي