لما تمم كتاب التمهيد جاء بعض الطلبة ليسمعه عليه فلما تم الصدر بالقراءة أغلق كتابه فقال له البراذعي: اقرأ فقال: قد سمعته على أبي محمد وهل زدت في المختصر أكثر من الصدر؟ ومن تآليفه كتاب الشرح والتمامات لمسائل المدونة أدخل فيه كلام شيوخها المتأخرين على المسائل وله كتاب اختصار الواضحة. ولم تحصل له رياسة بالقيروان وكان مبغضاً عند أصحابه لصحبته لسلاطين القيروان الذين كانوا يتبرؤن منهم ويقال إن فقهاء القيروان أفتوا بطرح كتبه ولا تقرأ ورخصوا في التهذيب لاشتهار مسائله ويقال إن هجرانهم له أنه وجد بخطه في ذكر بني عبيد يتمثل بالبيت المشهور:
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن واعدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
ويقال لحقه دعاء الشيخ أبي محمد لأنه كان يتنقصه ويطلب مثالبه فدعا عليه فلفظته القيروان ولم يستقر بها قراره فخرج إلى صقلية وقصد أميرها فحصلت له عنده مكانة وعنده ألف كتبه المذكورة. وكان ممن له دنيا وطارت هذه الكتب بصقلية