وفقه الحديث ومعانيه وسمعته يقول: لازمت تفسير بن عطية حتى كدت أحفظه وكان بارعاً في علم العربية وتآليفه فيها شاهدة له بذلك ولما لقيه الشيخ أثير الدين أبو حيان شيخ عصره وإمام وقته في العربية - ووقف على كلامه في إعراب بانت سعاد فقال: ما ظننت أنه يوجد بالحجاز مثل هذا الرجل واستعظم علمه وأثنى عليه وسمعته يقول: اشتغلت في علم العربية وأنا بن ثمان عشرة سنة وتخرج عليه فيها جماعة فضلاء.
وكانت مشاركته في أصول الدين مشاركة حسنة وحدث ودرس وأفاد وإليه انتهت الرياسة بالمدينة النبوية أقام مدرساً للطائفة المالكية ومتصدراً للاشتغال بالحرم النبوي أكثر من خمسين سنة وانفرد في آخر عمره بعلو الإسناد فلم يكن في المدينة أعلى سناً وسنداً منه وكان صبوراً على السماع والأشغال وكان كهفاً لأهل السنة يذب عنهم ويناضل الأمراء والأشراف وانتهى به ذلك إلى أن امتحن ورصد في السجن في طريق الحرم فطعن طعنة عظيمة أريد بها قتله فصرف الله عنه شرها وعافاه منها.
وكان عليه مدار أمور الناس بالمدينة النبوية وناب في القضاء نحو أربعة