لا يعلم ما فيه من الفوائد الأدبية والإخبارية إلا الله عز وجل. ولما دخل مصر دعاه سيف الدين بن سابق إلى مجلس بضفة النيل مبسوط بالورد وقد قامت حوله ثمامات نرجس فقال في ذلك:
من فضل النرجس فهو الذي ... يرضى بحكم الورد أن يرأس
أما ترى الورد غدا قاعداً ... وقام في خدمته النرجس
ووافق ذلك مماليك الترك وقوفاً في الخدمة على عادة المشارقة فطرب الحاضرون لذلك ولقي بمصر الإمام زهيراً الحجازي وكمال الدين بن العديم: رسول صاحب حلب واتصل بصاحب حلب وانثالت عليه الدنيا والخلع الملوكية والتواقيع بالأرزاق ما لا يوصف. ثم تحول إلى دمشق ودخل مجلس السلطان المعظم ابن الملك الصالح بدمشق ودخل بغداد ورجع إلى تونس. واتصل بخدمة صاحب تونس الأمير أبي عبد الله المستنصر فنال الدرجة الرفيعة من حظوته. مولده بغرناطة في سنة عشر وستمائة. وتوفي بتونس في سنة خمس وثمانين وستمائة.