ورحل إلى مصر وإلى المغرب سنة ثلاثين وسبعمائة فسمع الحديث وأخذ علم الفقه والأصلين عن جماعة من العلماء فلقي بتونس قاضي القضاة أبا إسحاق بن عبد الرفيع وأخذ عن الشيخ أبي علي بن قداح الهروي ولقي بفاس جماعة من العلماء الأعلام فأخذ عنهم وأخذ عنه بالمغرب جماعة منهم أبو العباس القباب.
وكان رحمه الله محدثاً متقناً ضابطاً عارفاً بضبط الحديث وأسماء رجاله ولغته فاضلاً في الفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان مستبحراً في اللغة والأدب مشاركاً في الجدل والمنطق واشتغل في آخر عمره بالنظر في كتب التصوف ولزم الاشتغال بالفقه والعربية في المسجد النبوي وكانت له وجاهة عظيمة عند أمراء المدينة وكان مقصداً للشفاعات إليهم فلا ترد له شفاعة في غالب الأمر.
وله تآليف وتقاييد حسنة مفيدة منها: نزهة النظر ونخبة الفكر في شرح لامية العجم وذيلها له اشتمل على لغة كثيرة وصناعة بديعة والشرح المغني لقصيدة عمرو الجني وهي مشتملة على مدح النبي صلى الله عليه وسلم والجواب الهادي عن أسئلة الشيخ أبي هادي.
وكان الشيخ أبو هادي أحد شيوخ القيروان في وقته في الطريقة سأله عن أسئلة من القرآن والسنة فأجاب عنها وغنية الراغبين في اختصار منازل السائرين وشرح حديث أم زرع وشرح قصيدة كعب