وكان ثبتاً صادقاً حليماً مأموناً بصيراً بالحديث والرجال نبيلاً في النحو والغريب وشوور في الأحكام وغلبت عليه الرواية والسماع.
مذكور في أئمة المالكيين وصنف في الحديث مصنفات حسنة منها: مصنفه المخرج على كتاب أبي داود واختصاره المسمى بالمجتبى على نحو كتاب بن الحاروني: المنتقى وكان قد فاته السماع منه ووجده قد مات فألف مصنفاً على أبواب كتابه خرجها عن شيوخه. وقال أبو محمد بن حزم: وهو خير انتفاء.
ومنها: مسند حديثه وغرائب حديث مالك ومسند حديث مالك من رواية يحيى وكتابه في أحكام القرآن على أبواب كتاب إسماعيل القاضي وكتاب فضائل قريش وكتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب في الأنساب وكتاب بر الوالدين. توفي منتصف جمادى سنة أربعين وثلاثمائة وسنه اثنان وتسعون سنة وخمسة أشهر غير ستة أيام. وكان قد تغير ذهنه آخر عمره من سنة سبع وثلاثين إلى أن مات. تغمده الله سبحانه برحمته.