وتفقه بإسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر الأبهري وأبو القاسم بن حبابة ويوسف بن عمر القواس وجعفر بن محمد البهلول وأبو علي المؤذن المالكي وعليه تفقه أبو بكر الأبهري وغيره وكان يناظر بين يديه أئمة المذاهب.
كان ثقة فاضلاً وحمل الناس عنه علماً واسعاً من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل وقطعة من التفسير وعمل مسنداً كبيراً قرأ أكثره على الناس ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه لما حدث. كان العلماء وأصحاب الحديث يتجملون بحضور مجلسه.
قال أبو عبد الله بن عرفة: نفطويه في تاريخه: أبو عمر لا نظير له في الحكام: عقلاً وحلماً وتمكناً واستيفاء للمعاني الكبيرة باللفظ اليسير مع معرفة بأقدار الناس ومواضعهم.
وحسن التأني في الأحكام والحفظ لما يجري على يديه حتى إذا بالغ الإنسان في وصف رجل قال: كأنه أبو عمر القاضي وإذا امتلأ غيظاً قال: لو أني القاضي أبو عمر ما صبرت سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة والرياسة والصبر على المكاره واصطناع المعروف عند الداني والقاصي ومداراته للنظير والتبيع. لم يزل على ذلك يزداد طول الزمان جلالة ونبلاً.