وكان واسع الرواية كثير الحديث مليح التأليف شيخ الفتوى حافظ البلد وإليه انتهت رئاسة المالكيين بمصر. ووافق موته دخول بني عبيد الله الروافض وكان شديد الذم لهم وكان يدعو على نفسه بالموت قبل دولتهم ويقول: اللهم أمتني قبل دخولهم مصر فكان ذلك. وكان أبو الحسن القابسي يقول فيه: إنه لين الفقه.
وأما كتبه ففيها غرائب من قول مالك وأقوال شاذة عن قوم لم يشتهروا بصحبته ليست مما رواه ثقات أصحابه واستقر من مذهبه. وألف كتاب الزاهي الشعباني المشهور في الفقه وكتاباً في أحكام القرآن وكتاب مختصر ما ليس في المختصر وكتاباً في مناقب مالك وكتاب الرواة عن مالك وكتاب جماع النسوان وكتاب مواعظ ذي النون الإخميمي وكتاب النوادر وكتاب الأشراط وكتاب المناسك وكتاب السنن قبل الوضوء. وتوفي يوم السبت لأربع عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ودفن يوم الأحد وقد جاوز سنه ثمانين سنة وصلى عليه الفقيه أبو علي الصيرفي وخلق عظيم.