وكان بن الفخار يفضل داود القابسي ويقول - في بعض الأشياء - بقوله ورحل فحج واتسع في الرواية وسكن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فشوور بها وكان يفتخر بذلك وكان يحفظ المدونة وينصها من حفظه وكان يحفظ النوادر لابن أبي زيد ويوردها من صدره وهو آخر الفقهاء الحفاظ الراسخين العالمين بالكتاب والسنة بالأندلس. وكان مجاب الدعوة. ذكر ذلك صاحب الصلة.
وله اختصار في نوادر أبي محمد ورد عليه في بعض ذلك من مسائله واختصاره المبسوط لا بأس به ورد على أبي محمد في رسالته رداً تعسف عليه فبه في كتاب سماه التبصرة ورد على بن العطار في وثائقه.
وكانت له مذاهب أخذ بها في خاصة نفسه خالف فيها أهل قطره فكان يصلي الأشفاع خمساً ويعجل صلاة العصر شديداً ولا يرى غسل الذكر كله من المذي وكانت له دعوات مستجابة وأعمال من البر صالحة ومر على قرطبة عند دخول البربر فيها إذ كانوا قد نذروا دمه إذ كان أحد المشردين عنهم وتردد بجهة الثغر وألقى عصاه ببلنسية فأقام بها مطاعاً إلى أن مات بها لتسع خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة وأربعمائة.