حج ولقي جلة ثم عاد إلى بلده فأقرأ به وانقطع إلى خدمة العلم فلما ولي السلطان أبو عنان المغرب ولاه قضاء الجماعة بفاس فاستقل بذلك أعظم الاستقلال وأنفذ الحق وألان الكلمة وآثر التشديد في العلم واستفاد على الإمامين العالمين الراسخين أبي زيد: عبد الرحمن وأبي موسى: عيسى ابني الإمام وعلي الإمام العالم الحافظ ناصر الدين أبي موسى: عمران بن موسى بن يوسف المشذالي.
وكان رحمه الله تعالى نسيج وحده في المتأخرين وعلى قاضي الجماعة بتلمسان أبي عبد الله: محمد بن منصور بن هدية القرشي من ولد عقبة بن عامر الفهري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى غيرهم من المشايخ الجلة.
وألف كتاباً يشتمل على أزيد من مائة مسألة فقهية ضمنها كل أصل من الرأي والمباحثة ودون في التصوف: إقامة المريد ورحلة المتبتل وكتاب الحقائق والرقائق.
قال بن الخطيب: اتصل بنا - نعيه في شهر محرم عام تسعة وخمسين وسبعمائة وأراه توفي في ذي الحجة من العام قبله.