إنه ما طالع شيئاً من الكتب فأنسيه إلى الجلالة والأصالة وبعد الصيت واشتهار المحل.
روي عن أبي الحسن بن الأخضر ودرس عليه كتاب سيبويه وأخذ عنه كتب اللغات والآداب والعربية وسمع من أبي بكر بن العربي وبرع أولاً في العربية واقتصر عليها ثم مال إلى دراسة الفقه ومطالعة الحديث والإشراف على الاتفاق والاختلاف بتحريض أبي الوليد بن رشد إياه على ذلك لما رأى من سداد فطرته واتقاد فطنته وانتهت إليه الرياسة في الفتيا وقدم للشورى مع أبي بكر بن العربي ونظرائه حينئذ بإشبيلية في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وتمادى به ذاك نيفاً على ستين سنة في ازدياد سمو الرياسة واطراد تمكن الحظوة ولم يشتغل بالتأليف مع غزارة حفظه واتساع مادة علمه.
وروى عن أبي محمد بن عتاب وعن أبي بحر الأسدي وأبي الوليد بن طريف وأبي القاسم بن منظور القاضي وأبي الوليد بن رشد وناوله كتاب: البيان والتحصيل وكتاب المقدمات. حدث عنه أبو الحسن بن زرقون وأبو محمد القرطبي الحافظ وابنا حوط الله وغيرهم. مولده سنة ست وتسعين وأربعمائة وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة.