في الفقه ثبتاً ثقة فقيه البدن كثير الكتب في التفقه والآثار ضابطاً لما روى عالماً بكتبه متقناً شديد التصحيح لها من أئمة أهل العلم وعداده في كبراء أصحاب سحنون وبه تفقه وكانت له منزلة شريفة عند الخاصة والعامة والسلطان. وسكن القيروان ورحل إليه الناس ولا يروون المدونة والموطأ إلا عنه. وكان يجلس في جامع القيروان ويجلس القارئ على كرسي يسمع من بعد من الناس لكثرة من يحضره وكان من أهل الوقار والسكينة على ما يجب لمثله تأدب في ذلك بآداب مالك. وكان لا يفتح على نفسه باب المناظرة وإذا ألح عليه سائل أو أتي بالمسائل العويصة ربما طرده.
وله أوضاع كثيرة منها: كتاب الرد على الشافعي وكتاب اختصار المستخرجة المسمى بالمنتخبة وكتبه في أصول السنن ككتاب الميزان وكتاب الرؤية وكتاب الوسوسة وكتاب أحمية الحصون وكتاب فضل الوضوء والصلاة وكتاب النساء وكتاب الرد على الشكوكية وكتاب الرد على المرجئة وكتاب فضائل المنستير والرباط وكتاب اختلاف بن القاسم وأشهب.
قال بن أبي خالد في تعريفه: له من المصنفات نحو أربعين جزءاً وكان لا يتصرف تصرف غيره من الحذاق والنظار في معرفة المعاني والإعراب.