وأعيش بعدك سنتين ونصفاً. ومن ذلك أن بعض أهل الشام قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: رأيت كأن الشمس والقمر اقتتلا ومع كل واحد منهما فريق من النجوم قال: مع أيهما كنت؟ قال: كنت مع القمر قال: مع الآية الممحوة؟ لا عملت لي عملاً أبداً فعزله وقتل الرجل مع معاوية بصفين.
وكان أبو عمر بن عبد البر رحمه الله موفقاً في التأليف معاناً عليه ونفع الله بتآليفه فكان مع تقدمه في علم الأثر وتبصره بالفقه ومعاني الحديث له بسطة كبيرة في علم النسب وفارق قرطبة وجال في غرب الأندلس مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس وسكن دانية من بلادها وبلنسية وشاطبة في أوقات مختلفة وتولي قضاء الأشبونة وشنترين.
وتوفي هو والخطيب أبو بكر: أحمد بن علي البغدادي الحافظ في سنة واحدة. وكان الخطيب حافظ المغرب رحمهما الله تعالى ونفع بعلومهما. والنمري بفتح النون والميم وبعدهما راء هذه نسبة إلى النمر بن قاسط بفتح النون وكسر الميم وإنما تفتح الميم في النسبة خاصة.
وكان والد أبي عمر أبو محمد: عبد الله بن محمد من أهل العلم من فقهاء قرطبة سمع من أحمد بن مطرف وأحمد بن مطرف وأحمد بن حزم وأحمد بن دحيم وغيرهم وكان من أهل الأدب البارع والبلاغة وله رسائل وشعر جيد. ومن شعره: