للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يفزع الناس ولا يفزعون".

فسمعت أبي يقول: إنما هو سلمة عمن حدثه عن أبي أمامة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعضهم يقول: عن رجال من أهل بيته عن أبي أمامة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (١).

وقال ابن أبي حاتم أيضًا: سمعت أبي وذكر الحديث الذى رواه إسحاق بن راهويه عن بقية قال: حدثني أبو وهب الأسدي قال: حدثنا نافع عن ابن عمر قال: لا تحمدوا إسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة رأيه.

قال أبي: هذا الحديث له علة قل من يفهمهما. روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعبيد الله بن عمرو كنيته أبو وهب وهو أسدي. فكان بقية بن الوليد كنى عبيد الله ابن عمرو ونسبه إلى بني أسد لكيلا يفطن به حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يهتدي له، وكان بقية من أفعل الناس لهذا.

وأما ما قال إسحاق فى روايته عن بقية عن أبي وهب حدثنا نافع وهو وهم غير أن وجهه عندى أن إسحاق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث ولم يفطن لما عمل بقية من تركه إسحاق من الوسط وتكنيته عبيد الله بن عمرو، فلم يتفقد لفظة بقية فى قوله حدثنا نافع أو عن نافع (٢).

قال الخطيب البغدادي: وقول أبي حاتم كله فى هذا الحديث صحيح، وقد روى الحديث عن بقية كما شرح قبل أن يغيره ويدلسه لإسحاق.

أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: أنا الحسين بن علي التميمي، قال: ثنا محمد ابن المسيب أبو عبد الله، قال: ثنا موسى بن سليمان، قال: ثنا بقية، قال: ثنا عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن نافع، عن ابن عمر


(١) "علل ابن أبي حاتم" (١/ ١٨٩).
(٢) "علل ابن أبي حاتم" (٢/ ١٥٤).

<<  <   >  >>