للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

واحتمل أن يكون الثقات رأى أحدهما الآخر اسقطوا الضعيف من بينهما حتى يتصل الخبر، فإذا سمع المستمع خبر أسأم رواته ثقات اعتمد عليه وتوهم أنه صحيح، كبقية بن الوليد قد رأى عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسمع منهم، ثم سمع من أقوام ضعفاء عنهم فيروي الرواة عنه أخباره ويسقطون الضعفاء من بينهم، حتى يتصل الخبر في جماعة مثل هؤلاء يكثر عددهم.

سمعت ابن جوصا يقول: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول: كان صفوان بن صالح ومحمد المصفى يسويان الحديث (١).

وقال ابن حبان أيضًا: الجنس الثاني من أحاديث الثقات التى لا يجوز الاحتجاج بهم أقوام ثقات كانوا يروون عن أقوام ضعفاء كذابين ويكنونهم حتى لا يعرفوا، فيتوهم المتوهم أن راوى هذا الخبر ثقة فيحملون عليه، وليس ذلك الحديث من حديثه مثل بقية بن الوليد إذا قال: حدثنا الزبيدي عن نافع فيتوهم أنه أراد محمد بن الوليد الزبيدي وإنما أراد به زرعة بن عمرو الزبيدي وما يشبه هذا (٢). (٣).

قال ابن رجب: بقية بن الوليد من أكثر الناس تدلسيًا، وأكثر شيوخه الضعفاء مجهولون لا يعرفون، وكان ربما روى عن سعيد بن عبد الجبار الزبيدي أو عن زرعة بن عمرو الزبيدي وكلاهما ضعيف الحديث فيقول ثنا الزبيدي فيظن أنه محمد بن الوليد الزبيدي صاحب الزهري.

وقد تقدم له عنه في كتاب الصيام في باب الكحل للصائم حديث. رواه عن الزبيدي وظنه بعضهم محمد بن الوليد فنسبه كذلك وأخطأ، إنما هو سعيد بن عبد الجبار (٤).


(١) "مقدمة المجروحين" (صـ ٩٤).
(٢) "مقدمة المجروحين" (صـ ٩٠).
(٣) قلت: لم أقف على راوٍ اسمه زرعة بن عمرو الزبيدي.
(٤) "شرح علل الترمذي" (٢/ ٨٢٤).

<<  <   >  >>