للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد يكون سمع من بعض الصحابة بإطلاق كأنس بن مالك. وكذلك سماعه من بعض التابعين كقيس بن عباد وغيره ثابت في الجملة، فهذا لا يتوقف في عنعنته عنهم.

وقد تكون روايته عن صحابي معين منقطعة على الرغم من وجود الإدراك المقطوع به، فالحسن أدرك أبا هريرة، لأنه رأى عثمان وهو صغير، فمات أبو هريرة وللحسن بعضع وعشرون سنة، ومع ذلك فإن جمهور الأئمة على نفي السماع بإطلاق.

فالقول القائل أن الحسن رحمه الله كان يدلس ليس بصواب، إلا إذا قيدناه بالحسن عن سمرة، لأنه عنعن عنه كثيرًا، مع أنه لم يسمع منه إلا بضع أحاديث. ففي هذه الحالة إذا لم يصرح بالسماع من سمرة يكون قد دلس. ولكن متى سمع من صحابي فإنه لا يتفقد تصريحه بالسماع.

فالتدليس الذى وصف به الحسن معناه الإرسال الخفي، والمتقدمون كثيرًا ما يطلقون التدليس على الإرسال الخفي.

والذين يتساهلون ولا يتحرون عدم تحرير هذه المسألة يفضي بهم إلى تشدد نخالفهم فيه. فإذا وجدوا حديثًا من طريق الحسن عن أنس يضعفونه بإطلاق إذا لم يصرح الحسن بالسماع من أنس، ويضعفون رواية الحسن عن أي صحابي سمع منه في الجملة إذا لم يصرح الحسن بالسماع منه.

والتحقيق أن الحسن رحمه الله يرسل ولا يدلس إلا في حالة سمرة. وكذلك يردون ععنعنة قتادة عن الحسن، وعنعنة سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، وكل هذا ليس عليه الأئمة المتثبتون.

فالذي نخلص إليه أن الحسن رحمه الله متى صح سماعه من صحابي في بعض الطرق فهذا كافٍ في الحكم على الحديث بالاتصال.

<<  <   >  >>