للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدلسين، وذكره الحاكم في "معرفة علوم الحديث" في "الجنس السادس من المدلسين" وهم: "قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط ولم يسمعوا منهم" ومثل لذلك بقوله: "أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر ولا من ابن عمر ولا من ابن عباس شيئًا قط".

والمتتبع لروايات الحسن في الصحاح، وحال سماعاته ممن فوقه، وطريقة الأئمة المتقدمين في تصحيحها وتضعيفها، وأقوال المتقدمين في تدليسه يرى أن غالب تدليسه المراد به "الصورة الثانية" وهو "الرواية عمن لم يسمع منه"، فهو من قبيل "المرسل" في الحقيقة، فلا ينظر فيه إلى "العنعنة" ولا" التحديث" بل ينظر فيه إلى كتب "المراسيل" فمن ثبت عدم سماعه منه فهو منقطع وإلا فمتصل.

وإذا انتقلنا إلى كتب المتأخرين نجد أن العلائي رحمه الله قد قسم المدلسين إلى خمسة أقسام بحسب قبول "عنعنتهم وردها" وجعل مرتبة "الحسن" في المرتبة الثالثة وهي: "من توقف فيه جماعة فلم يحتجوا بهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع وقبلهم آخرون مطلقًا".

فتجد الفرق بينه وبين المتقدمين في هذا النقل من نواحي:

١ - أنه جعله تدليسًا بالمعنى الخاص "الرواية عمن سمعه مالم يسمع منه" لأنه نظر فيه إلى العنعنة وأشركه مع غيره ممن قد يدلسون عمن سمعوهم، والمرسل لا ينظر فيه إلى العنعنة بل إلى ثبوت السماع، بينما لم يذكر المتقدمون هذا، بل تدليسه بمعنى الإرسال.

٢ - أنه جعل عنعنته متوقفًا فيها عند قوم ولم يذكرهم، ولم يذكر المتقدمون أحدًا توقف في الاحتجاج بعنعنة الحسن ممن سمع منه، بل احتج المحدثون بعنعنتة عمن سمع منه -كما سيأتي في الفصل الرابع إن شاء الله تعالى-.

وقال الشيخ أيضًا: (صـ ١٧٨ - ١٨٠): قال الدارقطني رحمه الله في "التتبع" (صـ ٣٢٣): "وأخرج البخاري أحاديث الحسن عن أبي بكرة: منها حديث

<<  <   >  >>