للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمن أرسل عنه مطلقًا، فإن الدارقطني لم يعل الحديث بمجرد العنعنة، بل قال: "لا يروى إلا عن الأحنف عن أبي بكرة"، فأثبت أن بينهما واسطة، ولو أراد الإعلال بمجرد العنعنة" لأغنى عن ذكر الواسطة (١).

قال الشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني حفظه الله: الأدلة على أن تدليس الحسن هو (رواية المعاصر عمن لم يلقه).

الدليل الأول: هو في الحقيقة الدراسة التطبيقية الآتية جميعها! فتلك الدراسة كلها تدور حول رواية الحسن عمن عاصرهم: ممن سمع منهم، ومن لم يسمع منهم، وهذه الدراسة كلها تثبت كثرة رواية الحسن عمن عاصرهم ولم يسمع منهم، وجُلّها فيمن قيل إنه لم يسمع منهم.

والدراسة التطبيقية كلها تعلن أنه لا يُعلم في الرواة من هو مثل الحسن البصري في كثرة مباحث بابه في روايته عمن عاصرهم وقيل إنه لم يسمع منهم، ولا يكاد يقاربه راوٍ من الرواة في ذلك، وتأتي طبقة بعده، قد تنتظم أمثال: إبراهيم النخعي، وأبي إسحاق السبيعي، وقتادة، وسعيد بن أبي عروبة، ومكحول الشامي، ونحوهم.

ألا يكفي هذا كله لإثبات أن من وصف الحسن بالتدليس إنما وصفه به لروايته عن معاصرين له لم يلقهم؟!!!

فإذا كان هذا كله لا يكفي، لأن يكون وصف الحسن بالتدليس إنما هو من أجله فلن يوصف أحد من الرواة بالتدليس للرواية عن معاصر لم يلقه إذًا!! فكل من سوى الحسن أقل منه في إشكالات روايته عمن لم يلقهم من المعاصرين!!!

الدليل الثاني: أن بعض الذين وصفوا الحسن بالتدليس هو أنفسهم يخبرون عن أنفسهم أنهم يصفون الحسن بالتدليس لروايته عن معاصرين لم يلقهم!!

فهل بعد هذا شيء؟!


(١) "منهج المتقدمين في التدليس" (صـ ٧٢ - ٧٣).

<<  <   >  >>