للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس، قال: نا سفيان، قال: مكتوب في تفسير مجاهد وسمعته من المكيين، وهو الذى أملاه مجاهدًا إملاء وأخذه الحكم بن عتيبة من هاهنا فقدم به الكوفة فقال: هذا تفسير مجاهد " كونوا قردة خاسئين" قال: إنما مسخت قلوبهم" (١).

ذكر العلائي وابن حجر الحكم بن عتيبة في المرتبة الثانية من المدلسين، وزاد ابن حجر: تابعي صغير، من فقهاء الكوفة، مشهور، وصفه النسائي بالتدليس، وحكاه السلمي عن الدارقطني (٢).

قلت: تقدم وصف النسائي للحكم بن عتيبة بالتدليس في ترجمة إسماعيل بن أبى خالد. وحكى السلمى عن الدارقطنى عن أبى بكر الحداد عن النسائى أن الحكم مدلسًا، ولم يحكه السلمى عن الدارقطنى كما قال الحافظ، والله أعلم. (انظر "سؤالات السلمى" للدارقطنى (صـ ١٥٥)).

قلت: لم يصف الحكم بن عتيبة بالتدليس إلا النسائي وابن حبان، وأظن أن وصفهم له بالتدليس خاص بروايته التفسير عن مجاهد، ورواية الحكم عن مجاهد في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجه، كما ذكر المزي في "تهذيب الكمال"، إلا أنه لم يسمع التفسير خاصة من مجاهد ودلسه عنه.

وقد بينت في ترجمة الحسن البصري أن النسائي كان ربما وصف الرواي بالتدليس، ويكون تدليس هذا الراوي خاص بأحد شيوخه فقط.

وكذلك ابن حبان، فقد وصف ابن حبان حميد الطويل بالتدليس، وتدليسه خاص بروايته عن أنس.


(١) "التاريخ الكبير" (١/ ١٩٨).
(٢) "جامع التحصيل (صـ ١١٣)، "تعريف أهل التقديس" (صـ ١٠٧).

<<  <   >  >>