هذا نص ما ذكر، والخطأ فيه في جعله إياه عن عثمان بن أبي سودة، وذلك من تفسيره الخطأ، فإن الحديث عند أبي داود إنما هو هكذا: حدثنا النفيلي، حدثنا مسكين، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ابن أبي سودة، عن ميمونة.
هكذا فيه:"ابن أبي سودة" غير مُسمى، وقد رُوى عن مسكين بن بكير مفسرًا بزيادة زياد بن أبي سودة لا بعثمان.
قال أبو علي بن السكن: حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان، حدثنا أحمد ابن عبد الرحمن بن المفضل، حدثنا مسكين بن بكير، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: يا رسول الله: أفتنا في بيت المقدس؟ قال:"ائتوا فصلوا فيه".
قالت: فإن لم نستطع؟ قال:"فابعثوا بزيت يُسرج في قناديله".
وقد رواه الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، ففسره أيضًا بأنه زياد بن أبي سودة، كذلك ذكره ابن أبي خيثمة، قال: حدثنا الحوطي -هو عبد الوهاب ابن نجدة- قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثنا زياد بن أبي سودة، أن ميمونة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: قلت يا رسول الله: أفتنا في بيت المقدس؟ قال:"أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره". قلت: أرأيت إن لم نطق أن نتحمل إليه؟ قال:"فلتهد له زيتًا يسرج فيه، فإن من أهدى له كان كمن صلى فيه".
وقال قاسم بن أصبغ في كتابه: حدثنا الحوطي، حدثنا عيسى بن يونس، عن ثور، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثله حرفًا بحرف.
ففيه أيضًا من قول ثور بن يزيد أنه زياد بن أبي سودة، كما قال سعيد بن عبد العزيز، وهما أخوان، عثمان وزياد ابنا أبي سودة، وأظن أن زيادًا لم يسمعه من ميمونة، وإنما بينه وبينها أخوه عثمان.
وقد جاء كذلك من طريق عيسى بن يونس، من غير رواية الحوطي عنه.