وقد استنكر أكثر من عالم هذه الزيادة التى في حديث أبي خالد الأحمر، فمنهم من حمل على أبي خالد، ومنهم من حمل على ابن عجلان.
قال الدوري في "تاريخه"(٤/ ٤٥٥): سمعت يحيى يقول في حديث أبي خالد الأحمر -حديث ابن عجلان "إذا قرأ فأنصتوا"- قال: ليس بشيء، ولم يثبته، ووهنه.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(١/ ١٦٤): سمعت أبي وذكر حديث أبي خالد الأحمر عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا قرأ فانصتوا".
قال أبي: ليس هذه الكلمة بالمحفوظ، وهو من تخاليط ابن عجلان، وقد رواه خارجة بن مصعب أيضًا وتابع ابن عجلان، وخارجة ليس بالقوي.
وقال أبو داود في "السنن"(ح ٦٠٤): وهذه الزيادة "وإذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، والوهم عندنا من أبي خالد.
وقال النسائي في "السنن الكبرى"(١/ ٣٢٠)(ح ٩٩٤): لا نعلم أن أحدًا تابع ابن عجلان على قوله: "وإذا قرأ فأنصتوا".
وقال البيهقي في القراءة خلف الإمام (صـ ١٣٠): وقد روى الليث بن سعد وهو عالم من أهل مصر وفقيههم أحد علماء أهل زمانه غير مدافع صاحب حفظ وإتقان وكتاب صحيح، هذا الخبر عن ابن عجلان فذكر الرواية التى ذكرها البخاري وليس في شيء منها:"وإذا قرأ فأنصتوا".
قال ابن خزيمة: قال محمد بن يحيى الذهلي رحمهُ اللهُ: خبر الليث أصح متنًا من رواية أبي خالد يعنى عن ابن عجلان ليس في هذه القصة غن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وإذا قرأ فأنصتوا" بمحفوظ لأن الأخبار متواترة عن أبي هريرة بالأسانيد الصحيحة الثابتة المتصلة بهذه القصة ليس في شيء منها "وإذا قرأ فأنصتوا" إلا خبر أبي خالد ومن لا يعتد أهل الحديث بروايته.
ثم رواها ابن خزيمة من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة،