للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وبني تميم. فقيل: من هو يا رسول الله؟ قال: أويس القرني.

قال أبي: هذا الحديث ليس هو في كتاب أبي صالح عن الليث، نظرت في أصل الليث وليس فيه هذا الحديث، ولم يذكر أيضًا الليث في هذا الحديث خبر ويحتمل أن يكون سمعه من غير ثقة ودلسه، ولم يروه غير أبي صالح. اهـ

قلت: الإمام أبو حاتم رحمهُ اللهُ استنكر هذا الحديث فأعله بأنه لم يكن في كتب أبي صالح، وأعله أيضًا بأنه لم يرو إلا عن أبي صالح ولم يتابعه أحد من أصحاب الليث، وقال: إن صح أن أبي صالح والليث حدثا به فلعل الليث بن سعد أخذه عن ضعيف وأسقط اسمه من الإسناد، مع أن الليث بن سعد أثبت أصحاب سعيد المقبري. (انظر كتابي "أصحاب أئمة الحديث").

وقد أشار الشيخ المعلمي رحمهُ اللهُ في مقدمة "الفوائد المجموعة" إلى هذا المعنى فقال: "إذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقًا حيث وقعت، أعلوه بعلةٍ ليست بقادحة مطلقًا، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر.

فمن ذلك: إعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع، هذا - مع أن الراوي غير مدلس.

أعل البخاري بذلك خبرًا رواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة، تراه في ترجمة عمرو من "التهذيب".

ونحو ذلك: كلامه في حديث عمرو بن دينار في "القضاء بالشاهد واليمين".

ونحوه أيضًا: كلام شيخه على بن المديني في حديث: "خلق الله التربة يوم السبت -الخ"-، كما ستراه في "الأسماء والصفات" للبيهقي.

وكذلك أعل أبو حاتم خبرًا رواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري كما تراه في "علل ابن أبي حاتم" (٢/ ٣٥٣).

ومن ذلك: إشارة البخاري إلى إعلال حديث "الجمع بين الصلاتين" بأن

<<  <   >  >>