للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن القطان أيضًا: وشريك وقيس مختلف فيهما، وهم ثلاثة ولوا القضاء، فساء حفظهم بالاشتغال عن الحديث: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريك بن عبد الله، وقيس بن الربيع. وشريك مع ذلك مشهور بالتدليس، وهذا لم يذكر السماع فيه (١).

قال العلائي: شريك بن عبد الله النخعي ليس تدليسه بالكثير (٢).

وذكره العلائي وابن حجر في المرتبة الثانية من المدلسين، وزاد ابن حجر: القاضي، مشهور، كان من الأثبات، فلما ولي القضاء تغير حفظه، وكان يتبرأ من التدليس، ونسبه عبد الحق في "الأحكام" إلى التدليس، وسبقه إلى وصفه به الدارقطني (٣).

وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب": شريك بن عبد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدع.

قلت: الذي يظهر لي أنه لا يصح وصف شريك بن عبد الله النخعي بالتدليس، وقد وصف الدارقطني عددًا من الرواة بالتدليس في القلب من هذا الوصف شيء، وهؤلاء الرواة هم: حسين بن واقد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وموسى بن عقبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ولاحق بن حميد أبو مجلز.

وما من عالم من العلماء المتقدمين إلا تكلم عن شريك النخعي، ولا أعلم واحدًا منهم وصف شريك بالتدليس، ولعل شريك دلس حديثًا أو حديثين، وذلك ليس بكافٍ في إطلاق الوصف بالتدليس على الراوي، فكثير من الرواة قد يقع منهم ذلك، ومع ذلك لا نجد الأئمة يطلقون الوصف بالتدليس عليهم،


(١) "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٥٣٤).
(٢) "جامع التحصيل" صـ ١٠٧، و"التبيين لأسماء المدلسين" لابن العجمي صـ ١١١.
(٣) "جامع التحصيل" صـ ١١٣، و"تعريف أهل التقديس" صـ ١١٩.

<<  <   >  >>