للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو مرسل لم يسمع من مجاهد إلا حرفًا، قلت له: فتفسير سعيد أعجب إليك أم تفسير ورقاء، قال: تفسير ورقاء أعجب إلي لأنه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وذاك عن سعيد عن قتادة، ومجاهد أعجب إلي من قتادة (١). ا هـ

فهو لما ذكر تفسير ابن جريج عن مجاهد قال إنه مرسل دون تفسير ابن أبي نجيح، وكذلك فإنه شكك في قول سفيان بن عيينة كما في "جامع التحصيل" (صـ ٢١٨)، وانظر "تاريخ الدوري" (٣/ ١٠٣).

وقال الذهبي في "السير" (٦/ ١٢٦): أما التفسير فابن أبي نجيح فيه ثقة يعلمه قد قفز القنطرة واحتج به أرباب الصحاح.

وقد وضعه الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من "طبقات المدلسين".

ووضعه في المرتبة الثالثة فيه نظر، فالرجل لم يذكر له تدليس إلا عن مجاهد فقط وما ذكر تدليسه عن مجاهد إلا في التفسير خاصة، ومن ذكره جعل الواسطة بينهما القاسم بن أبي بزة وهو ثقة، والأئمة يصححون تفسيره، فمثله إن صح وصفه بالتدليس فمحله المرتبة الأولى.

وقال الحافظ نفسه في "التقريب" في ترجمته: وربما دلس. وهذا للتقليل وهو الصَّواب وإن كان إطلاقه وعدم تخصيصه بروايته لتفسير مجاهد فيه نظر (٢).

قلت: قد وصف النسائي عبد الله بن أبي نجيح بالتدليس، لأنه سمع من مجاهد مطلقًا، ولم يسمع التفسير خاصة منه، فدلسه عنه، ولم يذكر الواسطة بينه وبين مجاهد والله أعلم.

وقال الدوري في "تاريخه" (٣/ ١٥١): سمعت يحيى يقول: قال سفيان ابن عيينة: تفسير مجاهد لم يسمعه إنسان إلا القاسم بن أبي بزة.

فقلت ليحيى: فابن أبي نجيح لم يسمعه من مجاهد؟ قال: هكذا قال سفيان.


(١) "تاريخ الدوري" (٤/ ٣٠٠).
(٢) "منهج المتقدمين في التدليس" (صـ ١٢٢ - ١٢٣).

<<  <   >  >>