تهذيب التهذيب"، وكتاب "النقد البناء في تخريج حديث أسماء" للشيخ طارق بن عوض الله حفظه الله. وقد فاتني في كتابي "التذييل على كتاب تهذيب التهذيب" قولان في ابن لهيعة: قال ابن المنذر في "الأوسط" (٢/ ١٤٩) (ح ٧١٠): وقد رُوينا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب حديثًا مفسرًا، غير أنه من حديث ابن لهيعة. أخبرنا ابن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، أن خولة بنت يسار … الحديث. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (١٢/ ٨): ابن لهيعة أحد العُلماء، إلا أنه يُقال: إنه احترقت كتبه، فكان إذا حدث بعد ذلك من حفظه غلط، وما رواه عنه ابن المبارك وابن وهب فهو عند بعضهم صحيح، ومنهم من يضعف حديثه كله، وكان عنده علم واسع، وكان كثير الحديث، إلا أن حاله عندهم ما وصفنا. وقال ابن عبد البر أيضًا (١٤/ ٣٥٢): ابن لهيعة أكثر أهل العلم لا يقبلون شيئًا من حديثه، ومنهم من يقبل منه ما حدث به قبل احتراق كتبه، ولم يسمع منه -فيما ذكروا- قبل احتراق كتبه الا ابن المبارك وابن وهب لبعض سماعه، وأما أسد بن موسى ومثله فإنما سمعوا منه بعد احتراق كتبه، وكان يملي من حفظه فيخطئ ويخلط، وليس بحجة عند جميعهم. فلا يصح أن عبد الرحمن الأفريقي حدث بهذا الحديث، لضعف السند إليه. ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١١/ ٤٢٠) من طريق علي بن حماد بن السكن، عن الواقدي، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، قال: أمرنا -صلى الله عليه وسلم- عليه وسلم أن نختار السليم من الضحايا، وأن نلبس أجود ما نقدر عليه يوم العيد، وأن نجهر بالتكبير، وأن نخرج وعلينا السكينة، وأن نشترك في البقرة سبعة، وفى البدنة عشرة، وأن نطعم الجار المتعفف والسائل من كان. قال الخطيب: علي بن حماد بن السكن متروك. قلت: والواقدي متروك، ومنهم من كذبه. (٢) "فتح الباري" (٦/ ٧١ - ٧٢) (ح ٩٤٨).