ورشدين وعبد الرحمن لم يكونا بالحافظين، إذا انفرد أحد منهما بحديث لا يُحتج به، ولعبد الرحمن مناكير.
وقال الدارقطني في "السنن"(١/ ٣٧٩): ضعيف لا يُحتج به.
وقال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين"(ص ١٦٩): ليس بالقوي.
قلت: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي اختلف فيه العُلماء، فمنهم من قال: إنه منكر الحديث، وضعفه ضعف شديد، بحيث أنه لا يعتبر به، وأكثرهم قال: إن ضعفه ضعف يسير، وقالوا: إن المناكير التى في حديثه أتت من قبل شيوخه وتلاميذه.
وابن حبان -رَحِمَه اللّه- كان يرى أن الأفريقي شديد الضعف، واستدل على ذلك بحديث سبق ذكره.
لكن تعقبه الدارقطني في هذا الحديث، فقال: الحمل في هذا الحديث على يوسف بن زياد، لأنه شيخ مشهور بالأباطيل، ولم يحدث بهذا عن عبد الرحمن ابن زياد الأفريقي غيره، ولا روى عبد الرحمن بن زياد عن الأغر شيئًا يوجد من غير رواية يوسف بن زياد عنه. "تعليقات الدارقطني على المجروحين" لابن حبان (ص ١٥٥ - ١٥٦).
فالذي يظهر لي أن في أحاديث الأفريقي بعض المنكرات، حملها بعض العُلماء على الأفريقي، ووصفوه بالضعف الشديد، وحملها أكثرهم على شيوخه وتلاميذه، وقالوا: إن ضعفه ضعف يسير، أما وصف ابن حبان له بالتدليس عن محمد بن سعيد المصلوب ففي القلب منه.
وأما الحافظ ابن رجب فقد ذكر كلامه بصيغة التمريض، والحديثان اللذان الشدل بهما على تدليسه عن المصلوب لم يثبت أن عبد الرحمن الأفريقي حدث بهما، لضعف السند إليه.
أما وصف الدارقطني له بالتدليس، فلعل الأفريقي دلس حديثًا أو حديثين، فوصفه الدارقطني بالتدليس لذلك، ولعل صورة التدليس وقعت من الأفريقي