للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"تهذيب الكمال" (١٧/ ٣٨٩) - فيها (قال عبد الله) بدون (أبي) قبلها والله أعلم.

وذكر الشيخ ناصر النصين اللذان في "العلل ومعرفة الرجال" ثم قال: هذا مجموع ما وجدته من كلام الأئمة المتقدمين عن تدليسه وفيه أمور:

الأول: أن قول عبد الله بن أحمد "بلغنا أنه كان يدلس" يدل على أنه ليس مشهورًا عنه ولم يقف عليه بنفسه.

الثاني: أن قوله قبل ذلك (ولم نعلم أن المحاربي سمع من معمر) يدل على أن تدليسه المقصود ما اصطلح المتأخرون على أنه (المرسل الخفي).

الثالث: أن قصة حديث "دجلة ودجيل" لم يذكر عبد الله من رواها له فربما كانت لا تصح عنه. قال الذهبي في "السير" (٩/ ١٣٧) تعقيبًا على كلامه:

"قلت: لم يذكر عبد الله من حدثه بها عن المحاربي، فهو إن صح أن المحاربي حدث به قوي الإسناد على نكارته" اهـ

قلت: لا يقوى لما ذكره أحمد وابن معين وغيرهما عن هذا الحديث، وإنما الشاهد من كلام الذهبي هو تشكيكه في صحة الرواية عن المحاربي لجهالة الناقل.

وعلى كل فإن هذه الحادثة لو صحت عنه لا تجعله معروفًا أو مشهورًا بالتدليس وقد ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين، ثم ذكر كلام الحافظ وقال: فيه أمور:

الأول: أن المحاربي لم يذكره أحد من المتقدمين بالشهرة أو الكثرة.

الثاني: لم يذكر أحد من المتقدمين أنه لا يقبل عنعنته حتى يكون فيها خلاف.

الثالث: أن العقيلي لم يصفه بالتدليس بل نقل كلام عبد الله بن أحمد فيه.

الرابع: أن ما ثبت في وصفه بالتدليس هو قول عبد الله بن أحمد (وبلغنا أنه كان يدلس) وهي مشعرة بضعف هذه الصفة.

الخامس: أن المقصود من تدليسه المشار إليه هنا هو الإرسال كما سبق (١).


(١) "منهج المتقدمين في التدليس" (صـ ١١٣ - ١١٥).

<<  <   >  >>