للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواية ابن عيينة التى فيها عمرو عن جابر وخطأ حماد بن زيد في قوله "عمرو عن محمد بن علي عن جابر" مع جلالة حماد وإتقانه، فلو كان عند الترمذي أن عمرًا يدلس لما كان عنده بين الروايتين منافاة، والصحيح أنه لا منافاة ولا تدليس كما مر.

فأما ما في "معرفة الحديث" للحاكم (صـ ١١١) في صدر كلامه في التدليس: "فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة … وأن عامة حديث عمرو بن دينار عن الصحابة غير مسموعة". فإنما قال ذلك في صدر من روى عمن لم يره قط ولا سمع منه شيئًا، فإن تلك العبارة هى في صدر قوله (صـ ١٠٩): "الجنس السادس من التدليس قوم رووا عن شيوخ من الصحابة"، وهذا على قلة ما قد يوجد عن عمرو فيه ليس بتدليس، وإنما يسميه جماعة تدليسًا إذا كان على وجه الإيهام، فأما أن يرسل المحدث عمن قد عرف الناس أنه لم يدركه أو يلقه فلا إيهام فلا تدليس .... " (١).

قلت: وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (٦/ ٣٢٨): عمرو بن دينار سمع من ابن عباس وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم، ورأى عبد الله بن جعفر بن محمد.

قال صدقة: أخبرنا ابن عيينة قال: ما أعلم أحدًا أعلم بعلم ابن عباس رضى الله عنهما من عمرو، سمع ابن عباس، وسمع من أصحابه عنه: طاوس وسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء وعمرو بن كيسان. اهـ.

وقال محمد بن أحمد بن الحسن الصواف: أخبرنا عبد الله بن أحمد إجازة هذه الحكاية فقط: سمعت أبي يقول: سمع عمرو بن دينار من ابن عباس ستة أشياء هي: حِلّ وبِلّ -يعني زمزم- هذا سماع، ورأيت ابن عباس يطوف بعد العصر، وسمع ابن عباس يكبر يوم الصدر، وسمع ابن عباس وقيل له: إن معاوية ينهى عن الصدر، وسمع ابن عباس وقيل له: إن معاوية ينهى عن المتعة، هذه رواها ابن عيينة، وروى حماد بن زيد عن عمرو: رأيت ابن عباس يتزاحم على الركن


(١) "التنكيل" (٢/ ١٥٧ - ١٥٩).

<<  <   >  >>