للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عبد البر: وأما حديث عبيد بن عمير عن عائشة أن النبي صلى صلاة الكسوف ثلاث ركعات وسجدتين في كل ركعة، فإنما يرويه قتادة عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة. وسماع قتادة عندهم من عطاء غير صحيح (١)، وقتادة إذا لم يقل سمعت وخولف في نقله فلا تقوم به حجة لأنه يدلس كثيرًا عمن من لم يسمع منه، وربما كان بينهما غير ثقة، وليس مثل هذه الأسانيد يعارض بها حديث عروة وعمرة، عن عائشة، ولا حديث عطاء بن يسار عن ابن عباس، لأنها من الآثار التى لا مطعن لأحد فيها، وقد كان أبو داود الطيالسي يرى حديث قتادة هذا عن هشام، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة موقوفًا لا يرفعه (٢).

وقال ابن عبد البر أيضًا: أكثر الآثار المرفوعة عن عمار في هذا الحديث إنما فيها ضربة واحدة للوجه واليدين، وكل ما يروى في هذا الباب عن عمار مضطرب مختلف فيه، وذهبت طائفة من أهل الحديث إلى أن أصح حديث روى عن مالك عن عمار حديث قتادة عن عزرة، وقال بعض من يقول بالتيمم إلى المرفقين: قتادة إذا لم يقل سمعت أو حدثنا فلا حجة في نقله، وهذا تعسفب والله أعلم (٣).

وقال ابن عبد البر أيضًا: وقتادة حافظ مدلس يروي عمن لم يسمع منه ويرسل عنه ما سمعه من ثقة وغير ثقة (٤).

قال البيهقي: وروينا عن شعبة أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش


= قال: لأنا لصحيفة جابر بن عبد الله أحفظ مني لسورة البقرة، قال: وكانت قرأت عليه. "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٢٧٨ - ٢٧٩)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٧/ ١٨٦)، و"الجعديات" لأبي القاسم البغوي (١/ ١٤٩).
(١) رواية قتادة عن عطاء بن أبي رباح في الصحيحين.
(٢) "التمهيد" (٥/ ٢٩١ - ٢٩٢).
(٣) "التمهيد" (٢/ ٣٥٨ - ٣٥٩).
(٤) "الاستذكار" (٦/ ٣٩).

<<  <   >  >>