للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكره العلائي وابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين، وزاد ابن حجر: صاحب أنس بن مالك -رضى الله عنه-، كان حافظ عصره، وهو مشهور بالتدليس، وصفه به النسائي وغيره (١).

قلت: قتادة بن دعامة السدوسي قد أرسل عن كثير من الرواة ولم يسمع منهم (٢). فينبغي قبل إعلال الحديث بعنعنة قتادة التأكد هل سمع قتادة من الشيخ الذى يروي عنه أم لا.

وسُئل شيخنا محمد عمرو بن عبد اللطيف حفظه الله ونفع المسلمين بعلمه عن عنعنة قتادة: هل ترد مطلقًا أم فيها تفصيل؟ فقال: التعامل مع عنعنة قتادة له فقه ومقصدي من التعبير بكلمة فقه أن أصل به إلى أن في عنعنته تفصيلًا، فكثير من الموصوفين بالتدليس في عنعنتهم تفصيل، فقتادة فيه كلام كثير جدًا، لا أعني في عدالته وضبطه، ولكن أعني في روايته عن مشايخه، فهناك بضع وثلاثون رجلًا لم يسمع منهم وهم منصوص عليهم في "التهذيب" وغيره. فهؤلاء الرواة نرد عنعنته عنهم بإطلاق، وفى هذه الحالة لن يقول قتادة حدثنا.

فشيوخ قتادة على ضربين: ضرب لم يسمع منهم مع وجود المعاصرة، وضرب لا يدرى هل سمع منه أم لا، كقول البخاري رحمه الله: قتادة لا يعرف له سماع من ابن بريدة (٣).

أما الذين سمع منهم في الجملة كأنس رضى الله عنه، فعنعنته عنه الأصل فيها القبول، لأن حديثه عنه محتج به في الصحيحين، وتلقته الأمة بالقبول، فالأصل


(١) "جامع التحصيل" (صـ ١١٣)، و" تعريف أهل التقديس" (صـ ١٤٦ - ١٤٧). وقد تقدم وصف النسائي له بالتدليس في ترجمة (سماعيل بن أبي خالد.
(٢) انظر تفصيل ذلك في كتابي "إكمال جامع التحصيل في ذكر رواة المراسيل".
(٣) "التاريخ الكبير" (٤/ ١٢).

<<  <   >  >>