للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن تقبل عنعنته عن أنس ولا تُرد إلا بقرائن واعتبارات يعرفها أهل هذا الشأن (١).

أما عنعنته عن الحسن فمن الخطأ أن بعض الذين لم يتحصرموا بعد يقولون: قتادة مدلس وقد عنعن، مع أن الأئمة المتقدمون جعلوه من الأثبات في الحسن، ولم يشترطوا تصريحه بالسماع، إلا أن يصرح بأنه لم يسمع هذا الحديث بعينه من الحسن (٢).

أما عنعنته عن سعيد بن المسيب فتفترق عن تصريحه بالسماع منه، لأنه سمع من سعيد بن المسيب في الجملة ويعتبر ثبتًا فيه، ولكن كما قال الإمام أحمد: إن قتادة يُدخَل بينه وبين سعيد نحوًا من عشرة رجال لا يعرفون.


(١) قلت: وقتادة رحمه الله كان من أثبت الناس في أنس بن مالك رضى الله عنه. قال أبو حاتم: ثابت البنانى ثقة صدوق، وأثبت أصحاب أنس: الزهري ثم قتادة ثم ثابت البنانى. "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٤٩).
قال أبو داود: أثبت الناس في أنس قتادة ثم ثابت. "سؤالات الآجري" لأبى داود (١/ ٤٤٥).
(٢) قال الآجري: سُئل أبو داود عن أصحاب الحسن، فقال: نا عباس العنبرى، ثنا محمد بن محبوب قال: سألت حماد بن سلمة عن أصحاب الحسن فقال: قتادة، وزياد الأعلم، ومنصور القصاب، وحفص بن سليمان. "سؤالات الآجري" لأبى داود (٢/ ٣٥). وقال يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٥٣): حدثنى الفضل قال: قال أحمد بن حنبل: ما أحد من أصحاب الحسن أثبت من يونس، ولا أحد أسند عن الحسن من قتادة. قال: وكان عوف أقدم مجالسة للحسن من يونس. وقال يعقوب بن سفيان أيضًا في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ١٦٥): قال ابن المدينى: أصحاب الحسن: حفص المنقرى ثم قتادة، وحفص فوقه ثم قتادة بعده ويونس، وزياد الأعلم.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٧/ ١٣٥): سمعت أبا زرعة يقول: قتادة من أعلى أصحاب الحسن. قيل له: يونس بن عبيد؟ قال: ثم يونس. وقال أبو حاتم: كثر أصحاب الحسن قتادة ثم حميد". "الجرح والتعديل" (٣/ ٢١٩).

<<  <   >  >>