عمر بن الحسن بن نصر، ثنا مصعب بن سعيد، ثنا عيسى بن يونس، عن عبيد الله العمري، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت:"أتى جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- بسرقة حرير فيها صورة عائشة، فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة".
قال الشيخ: وهذا الحديث صحف فيه مصعب هذا بعض أسامي إسناده، فرواه عن عيسى، عن عبيد الله العمري، عن ابن أبي مليكة، وليس هذا من حديث عبيد الله، ورواه غيره عن عيسى، وعن غير عيسى بن يونس، عن عبد الله بن عمرو بن علقمة، عن ابن أبي حسين المكي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بهذا.
وتراه أسقط ابن أبي حسين المكي، وصحف اسم عبيد الله بن عمرو بن علقمة إلى عبيد الله العمري، فإن كان ذلك كذلك فهذا تدليس تسوية، وهو من أشد أنواع التدليس قبحًا كما هو معروف والله أعلم.
ولقول ابن حبان المتقدم ذكره الحلبي في "التبيين"، والحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين، وأراه من أهل الطبقة الخامسة لا الثالثة، وذلك لضعفه وروايته المنكرة والله أعلم (١).
قلت: مصعب بن سعيد المصيصي كان شيخًا مغفلًا، والضعف على حديثه بين، فإسقاطه ابن أبي حسين من الإسناد لم يكن عن قصد، إنما كان سببه هو سوء حفظ مصعب، فحدث به على الخطأ، فصحف في اسم عبد الله بن عمرو ابن علقمة، وأسقط ابن أبي حسين من الإسناد.
فإسقاطه ابن أبي حسين من الإسناد ليس من تدليس التسوية في شيء، لأن شرط التدليس هو الإيهام، ومصعب لم يسقط ابن أبي حسين من الإسناد لعلمه بضعفه، وحتى لا يطعن الناس في الحدث بسببه، وإنما أسقطه عن غير قصد، بسبب سوء حفظه، فلا يصح وصف مصعب بن سعيد بتدليس التسوية. والله أعلم.