للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر العلائي هشام بن عروة في المدلسين وقال: إمام مشهور، لم يشتهر بالتدليس، ولكن قال علي بن المديني: سمعت يحيى - يعني ابن سعيد يقول: كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت: ما خير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وما ضرب بيده شيئًا .. الحديث، فلما سألته، قال: أخبرني أبي عن عائشة قالت: ما خير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين لم أسمع من أبي إلا هذا، والباقي لم أسمعه، إنما هو عن الزهري، رواه الحاكم في علومه عن ابن المديني.

وفى جعل هشام بمجرد هذا مدلسًا نظر، ولم أر من وصفه به (١).

قال برهان الدين ابن العجمي: هشام بن عروة إمام مشهور لم يشتهر بالتدليس.

ثم ذكر الحديث الذى رواه الحاكم، وكلام العلائي السابق (٢).

ذكر ابن العراقي القصة التى رواها الحاكم وتعقيب العلائي عليها، ثم فال: قلت: قال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر عليه أهل بلده، والذى يُرى أن هشامًا تسهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه، فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه.


= ابن الحسن هو أبو علي المعروف بابن الصواف، له ترجمة في "تاريخ بغداد" (١/ ٢٨٩)، قال الخطيب: سمعت محمد بن أحمد بن أبي الفوارس يقول: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: ما رأت عيناي مثل أبي علي الصواف ورجل آخر بمصر لم يسمه أبو الفتح.
قال الخطيب: كان ثقة مأمونًا من أهل التحرز، ما رأيت مثله في التحرز.
(١) "جامع التحصيل" (صـ ١١١)، و"معرفة علوم الحديث" للحاكم (صـ ١٠٤ - ١٠٥).
(٢) "التبيين لأسماء المدلسين" (صـ ٢٢٧).

<<  <   >  >>